العمل الحر في صناعة الترجمة
لم يعد العالم قرية صغيرة فحسب، بل أصبح العالم بين يديك، فإن كنت تملك الشبكة العنكبوتية، فقد ملكت وسائل المعرفة ووسائل الربح المادي حيث عمل التطور في التكنولوجيا الرقمية على توفير العديد من المنصات التعليمية ومحركات البحث المتخصصة وغير المتخصصة كما عمل على توفير العديد من منصات العمل الحر والتي أتاحت بدورها العديد من فرص العمل في كافة التخصصات تقريبًا.
وتلاشت الحدود الجغرافية على الشبكة العنكبوتية بين البلاد، وأصبح من السهل تحصيل العلم والمعرفة كما أصبح من السهل الوصول إلى الأسواق العالمية وعرض منتجاتك وخدماتك، ولولا الترجمة لظلت اللغة هي العائق وهي الحد الذي يفصل بين الشعوب والثقافات.
صناعة الترجمة والتكنولوجيا الرقمية:
بما
أن اللغة هي وسيلة التواصل بين الشعوب فإن الترجمة هي السبيل لفهم الآخر وهي
الوسيلة التي تُنقل بها الثقافات والمعارف ولذلك فإن احتياج الشعوب للترجمة لا يقل
أهمية عن احتياجهم للتطور التكنولوجي وأصبح التطور في صناعة الترجمة يتناسب طرديًا
مع التطور في التكنولوجيا الرقمية الذي أثر بدوره على صناعة الترجمة.
"الترجمة
هي ظاهرة طبيعية نتجت عن اختلاف الشعوب والحضارات وتجاورها واتصال بعضها ببعض."
(حسام الدين مصطفى، أسس وقواعد صنعة الترجمة، 2011م) ص68
وهي
أيضًا "عملية التعبير عن النص الأصلي بلغة أخرى مع الاحتفاظ بالتكافؤات
الدلالية والأسلوبية." (حسام الدين مصطفى، أسس وقواعد صنعة الترجمة، 2011م)
ص68
الترجمة
شأنها شأن العديد من الصناعات والوظائف التي تأثرت بالتطور التكنولوجي حيث أصبحت
الشبكة العنكبوتية وسيلة لتحقيق الربح المادي لشريحة كبيرة من المستخدمين وذلك
بتوفير العديد من منصات العمل الحر.
ما هو العمل الحر؟
العمل
الحر ((Freelancing:
فقد عرَّفته أكاديمية العمل الحر التابعة لشركة حسوب -التي تُدير أغلب منصات العمل
الحر العربية -بأنه أحد أساليب
العمل التي يقوم فيها المستقل بإدارة أعماله بنفسه وتوفير خدمات للعملاء الذين يدفعون في مقابل الحصول
عليها (حسوب، 2015م).
أما
موقع Freelancer فقد عرَّف العامِل بشكل حُر أو الفريلانسر
بأنه الشخص الذي يعمل بشكل حُر لحسابِه الخاص مع جهات عديدة، حسب رغبته وغير ملتزم
بالعمل لدى صاحب عمل معين لمدى طويل.
وقد
ساهم التطور السريع في التكنولوجيا، وسهولة التواصل بين الأفراد، واعتماد كثير من
الشركات على المستقلين بدلًا من الموظفين في اتجاه الكثير من المترجمين للعمل
الحر، والمترجم هو الشخص الذي درس وأجاد فن الترجمة وأساليبها ولديه القدرة على
نقل المعنى والثقافة بين لغتين ويعمل المترجم إما في مجال العمل الحر، أو موظف
لصالح شركة، أو مترجم تحت الطلب. وقد وفرت منصات العمل الحر فرص عمل عديدة في كلًا
من السوق المحلية والسوق الدولية في مجالات عديدة مثل: مجال الكتابة والتحرير،
ومجال التصميم، ومجال التسويق، ومجال الترجمة.
ومن أمثلة منصات العمل الحر التي توفر فرص عمل للمترجمين:
· موقع مستقل
https://mostaql.com
· منصة أريد https://ureed.com
· موقع فيفر Fiverr
https://www.fiverr.com
· موفع ((Up Work https://www.upwork.com/
· موقع (Proz) https://ara.proz.com/
صعوبات العمل الحر
يواجه
المترجم بعض الصعوبات أثناء رحلته في العمل الحر مثل:
· 1- يجب على المترجم الحر أن يكون لديه المعرفة
بالمجال الذي يترجم فيه، وأن يكون باحثًا جيدًا متمكنًا من أدواته، وأن يكون ملمًا
بكيفية تنسيق الملفات.
· 2- ويجب أن يعرف أيضًا كيفية الوصول إلى
العميل، وكيفية التسويق لعمله.
· 3-يجب على المترجم الحر أن يتقن العديد من
المهارات حيث أن العمل الحر يتطلب من المترجم القيام بعدة أدوار فهو الباحث
والمفاوض ومن يقوم بأعمال السكرتارية وهو المترجم والمراجع والمدقق والمحاسب
والمحصل وعليه أن يكون ملمًا بكيفية تنسيق الملفات.
· 4- عليه أيضًا أن يكون مواكبًا للتطور
التكنولوجي وعلى معرفة بالتكنولوجيا الرقمية التي توفر له الجهد والوقت مثل: برامج
الأوفيس وبرامج الترجمة بمساعدة الحاسوب (CAT Tools).
· 5- عليه أن يعرف كيفية التسعير لما يقوم به من
عمل وما يبذله من جهد.
· 6- عليه أن يعرف فن كتابة السير الذاتية التي
تعد إعلانًا له ولمهاراته، وأن يجيد كتابة الرسائل الإلكترونية الرسمية مثل كتابة
طلب وظيفة أو قبول عرض عمل وغير ذلك من الرسائل الإلكترونية الرسمية.
· 7-على المترجم أن يحسن التصرف عند وقوع خلاف أو نزاع بينه وبين العميل سواء كان فرد أو شركة.
المترجم الحر كشركة مستقلة قوامها موظف واحد يقوم بكل الوظائف بداية من الساعي ووصولًا إلى مدير الشركة.
عبر عن رأيك، شاركنا.